ultratimes
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ultratimes

bienvenue sur ultratimes
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
anas nhairy
Admin



عدد الرسائل : 212
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Empty
مُساهمةموضوع: رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Icon_minitimeالخميس مايو 01, 2008 6:47 am

رحــــــلة الآل
رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 4HOO5C1VMSJA
كان يشدو بصوته العذب..فتتصاعد الأنغام من حنجرته برقة وعذوبة..مرددا المقطع التالي..

_الحــب سيبقــى يــا ولدي أحلى الأقدار_

كانت الأحرف والكلمات تتصاعد وتقوى أكثر وأكثر فيسمعها ذلك الشخص معيدا ترديدها في ذهنه كمسألة حسابية يحللها ليصل لنتيجة وحل مفهوم..

جلس مصغيا لغناء العندليب محبوبه..فكثيرا ما كان يغفو على همسات أغانيه وتسرح مخيلته فتتساقط دمعة أخيرة من عينيه ويستسلم لنوم عميق..كأنه لم ينم هكذا منذ زمن..!



في الصباح يستيقظ بوجه شاحب هزيل..ليعيش يوما إضافيا ليس محسوبا من عمره..

الشمس ترسل أشعتها لتدخل دهاليز غرفته الصغيرة..تزعجه بضوئها مخترقة وجهه..فيغلق النافذة ويعود لذلك الإحساس الدفين..

ذهنه متشتت وترافقه الاسئله من كل ناحية.. فيبحث عن إجابة عليها..فربما تغير مسار حياته للأفضل..



يخرج للشارع فتمر من أمامه بعض الفتيات..تلتقي عيناه بوجوههن..يحاول أن يجد بتلك الملامح شيئا يثيره..تمر الفتيات مندهشات..تكملن طريقهن..بينما هو واقف في مكانه..متأملا لعله يجد بين تلك الوجوه فتاة تبادله الحب بنظراتها ليبدأ معها قصه عشقه الأول..



عبثا يحاول ان يجدها..يمضي تاركا خلفه شارعا طويلا ونظرة عابرة مملوءة بالحيرة والفضول..يعود لبيته وأحاسيسه متخبطة..بعض العبارات متسمرة تعانق جفونه بخجل..ألم حاد يغرس قلبه بشدة..يعانق وسادته ويستسلم لغفوة جديدة..



محروم هو من تلك العاطفة..يبحث ويبحث وتزداد حيرته وغموضه..

يغيب لعدة أيام منعزلا مع ذاته..مغلقا على نفسه..يزوره رفاقه فيجدونه ملازما للسرير..مرهق الجسد..اصفر البنية..يسألون عن صحته فيجيبهم بالاطمئنان..ويودعه الأصحاب على أمل شفائه العاجل..

يفتح المذياع فيصله صوت العندليب مرة أخرى..ويعود الهدوء إلى نفسه قليلا..يسرح بخيالاته بعيدا فيرى فتاة أحلامه تقف أمام ناظريه..يتبادلا نظرات العشق والهيام..والقلب في نشوته غارقا يتلذذ بطعم هذا الحب..يوم جديد وشمس جديدة مصحوبة ببرودة ونسيم رقيق..



يخرج من بيته باحثا مرة أخرى عن حب مجهول..وبينما هو في طريقه تستوقفه ابتسامة فتاة جالسة على حافة الشرفة المطلة على بيتهم..

كانت إحدى جاراته..ابتسمت في وجهه فبادلها الابتسامة متعجبا..

أدارت رأسها خجلا وأكمل هو في طريقه..

هل كانت فعلا تبتسم له أم أن الخيال صور له هذا المشهد؟!

يمشي خطوات بطيئة..تقوده أقدامه ليقف تحت تلك الشرفة..حيث كانت تجلس..ينتظر وينتظر لعلها تعود وتبادله فرحته..

يحل الغروب بشفقه الأحمر متوسط السماء..ينظر للألوان بفرح طفل صغير..انه الأمل استيقظ في قلبه من جديد..



تمر الأيام منتظرا إياها بشوق..ليرى إطلالتها من شرفة بيتهم..يراها فتنفرج أساريره..ولكن هذه المرة شخصا ما في انتظارها..تهبط الدرجات بخطوات سريعة..يراها تصافحه والضحكة لا تفارق ثغرها..

ينظر فاغرا فاه بتعجب ملحوظ لهذه الصورة التي تجسدت أمامه..كان يعتقد أنها آتية إليه..وتزداد صدمته عندما يلاحظ خاتما يتوسط أصبعها..



_لآلا..إنها مرتبطة إذن..كيف لم اعلم بذلك..وتلك الابتسامة الم تكن لي؟!

حوار دار بينه وبين نفسه..دمعة حارة لامست وجهه فمسحها بكفه..

حل التشاؤم مرة أخرى لينعزل عن محيطه منفردا بعالمه الخاص..مانعا نفسه من رؤية أصحابه وأقاربه.

كم هو تعيس أن تحاور طيفا يقصد غيرك!

وهم جميل للحظات تراءى أمام عينيه فصدم عندما وقع ما وقع..

كثيرة هي الأمور التي نتمنى حدوثها في حياتنا فنراها أطياف وأوهام عابرة..

ازدادت حالته سوءا..قل طعامه وفقد شهيته..يتكلم قليل ويذرف الدمع الكثير..سمع آذان الفجر فقام للصلاة..داعيا ربه أن يحقق حلمه ويجد الإنسانة التي ستشاركه عواطفه..



وأخيرا وجدها..يلتقي بها في إحدى الأماكن..التقت عيناهم بنظرة طويلة..تخللتها ابتسامة..أحبها من النظرة الأولى..سلام فكلام والحب يشتعل بينهم يوما بعد يوم..

بدأ يرى الدنيا بألوان مختلفة بعدما حقق الله له أمنيته..ولأول مرة شعر بمعنى هذه الحياة..ومن هنا بدأ عمره يحسب من جديد..



ولكن يحدث ما لا يتوقع..ينتظرها حيث تواعدا..يراها تكلم شخصا من بعيد..والضحكة والسعادة تتملكها..

يخبرها متسائلا عن ذلك الشخص بعدما اشتعلت نار الغيرة حتى أصبحت أشدها..فنظراتها الكثيرة إليه كانت تفضحها..جلية كوضوح الشمس على تعابير وجهها..

حاولت التهرب منه ولم تجد مخرجا..فصارحته بأنه حبيبها السابق لحب دام أربع سنوات, انفصلت عنه ومن ثم تعرفت على الثاني ووقعت بغرامه..فيعود العاشق القديم ليجدد عهد حبه لأنه لم يقوى على الفراق..



وجدت نفسها في طريقين فهي تحب الآن اثنان بوقت واحد..وهذا ما يرفضه العقل والمنطق!

خيانة بشعة وقرار حطم حياة هذا الإنسان البريء الذي أراد حبا طاهرا بعيدا عن أي خداع أو جرح للعواطف..

تدهورت صحته وانهارت أعصابه فدخل للمستشفى وكانت حياته مهددة بالانتهاء..



أراد الله له الحياة فعاد للدنيا وقرر أن ينسى كل ما مر به من الآم..

سنة عاشها معها يبني آمال وأحلام في الهواء..لم يستطع نسيانها..فهنالك خنجرا من الصعب محو أثره من ذلك الفؤاد..وذكرى طيفها يمر من أمامه..فكيف ينسى أول حب صادفه بهذه السهولة..؟!



رحلة آلام ودموع لا تنتهي..لم ييأس وأكمل الطريق..وأحب من جديد..حب جعله يتمسك بالحياة أكثر من ذي قبل..

تستمر الحياة في طريقها نحو آمال أخرى..



ويردد صدى صوت العندليب المليء بالشجن..

(يا رحله الآلام يا عمر بالأيام..ماشي الطريق من كآم سنة ماشي الطريق..تعب الطريق متعبت انا تعب الطريق..)







عاشقة العندليب الأسمر





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ultratimes.ahlamountada.com
 
رحـــــــــلــة الآلام (بقلـــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ultratimes :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: